يعتبر الأوس والخزرج من القبائل العربيّة التي هاجرت بسبب انهيار سدّ مأرب في اليمن واستوطنت في منطقة يثرب التّي سمّيت فيما بعد بالمدينة المنوّرة، والأوس والخزرج من بني غسّان بن الأزد الكهلاني القحطاني وكانوا يسمّون قبل الإسلام ببني قيلة بسبب رجوعهم إلى أبٍ واحد وأمّ واحدة.
عندما كان النّبي صلّى الله عليه وسلّم في مكّة يدعو النّاس إلى رسالة التّوحيد سمع نفرٌ من الأوس والخزرج بهذه الرّسالة وانشرحت صدروهم لها، فبايعوا النّبي صلّى الله عليه وسلّم على نصرته بيعة العقبة الأولى والثّانية، وعندما أمر الله تعالى نبيّه بالهجرة إلى المدينة المنوّرة استقبله أهلها من الأوس والخزرج بكلّ حفاوةٍ وفرح ونزل في دار أحدهم وهو أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه، ثمّ بدأ النّبي ببناء المسجد وتأسيس الدّول الإسلاميّة وإقامة أركانها، وقد آخى النّبي الكريم بين المهاجرين وأهل المدينة حيث قدّم أهلها أروع النّماذج في البذل والعطاء حيث كانوا يشركون المهاجرين في طعامهم وشرابهم وتجارتهم، وقد سمّي الأوس والخزرج بسبب ذلك بالأنصار لأنّهم نصروا الله ورسوله والمسلمين.
أثنى الله تعالى في كتابه على الأنصار ووصفهم بصفاتٍ حسنة منها أنّهم يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، كما أنّهم يحملون في قلوبهم مشاعر الحبّ والمودّة اتجاه من هاجر إليهم من المسلمين، كما وصفهم الله تعالى بأنّهم يحبّون الطّهارة وقد سألهم النّبي الكريم عن ذلك فقالوا أنّنا حين نستنجي نتبع التّراب أو الحجر بالماء وهذا يدلّ على شدّة نظافتهم وحرصهم على الطّهارة، كما اشتهر الأنصار بالشّجاعة التي قلّ نظيرها وفي غزوة بدر وحين اسشتار النّبي عليه الصّلاة والسّلام النّاس، وقد أصرّ على سماع رأي الأنصار الذين بيّنوا له أنّهم معه ولن يقولوا له ما قال قوم موسى إذهب أنت وربّك فقاتلا إنا هنا قاعدون بل إذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا معكما مقاتلون، وقد بقي الأنصار مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثابتين راضين بنصيبهم من الدّنيا حتّى أنّهم يوماً وفي غزوة حنين وحين قسّم النّبي الغنائم وجد في أنفسهم شيئاً، فسارع النّبي الكريم إليهم ليطيّب من خواطرهم ويقول لهم ألا ترضون أن يذهب النّاس بالمال والمتاع وتعودون برسول الله تحوزونه إلى رحالكم فبكى القوم حتى ابتلت لحاهم رضا بقضاء الله تعالى ورسوله، وقد سجل التّاريخ للإنصار منقبةً أخرى حين تخلّوا عن السّلطة والحكم بعد وفاة النّبي عليه الصّلاة السّلام ولم يرغبوا فيها.
المقالات المتعلقة بمن هم الأوس والخزرج